العيد جعل للفرح والسرور لا لتجديد الهموم والأحزان, قالت عائشة رضي الله عنها: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني، وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمرُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهم، أمنًا بني أرفده). أخرجه البخاري.

قال ابن حجر: ” فيه تعليل الأمر بتركهما، … أي يوم سرورٍ شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في الأعراس “. فتح الباري.

وفي العيد تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها، وفرحة العيد لدى الآخرين هي وجود مسببها ومسبباتها والغاية منها تبدأ بتفقد أحوال الآخرين.

فقد حدثنا نبينا محمد صل الله عليه وسلم وقال (كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك)

ففي الحديث حثنا صل الله عليه وسلم على فضل تقديم المعروف وما تيسر منه لإدخال الفرح للآخرين، وإن قلت مدخلات ومسببات الفرح لإفراح المسلمين ومبدأ ذلك هو السعي والمثابرة والمبادرة والمشاركة والتذكير.

فلا نستصغر مدخلات الفرح، حتى لو كانت طلاقة الوجه عند اللقاء فذلك مما يدخل السرور إلى المسلم ويزيد الألفة والمودة والمحبة والمشاركة الاجتماعية، كما حثنا عليها ديننا الإسلامي  بين الإخوان و الأقارب والأصدقاء ومن نعرف ومن لا نعرفه ومن له حقاً علينا ، وكل ذلك يضيف أثراً في نشر الإسلام ، وهي سمة من سمات الإيمان.

فهناك بيوت أُغلقت أبوابها على أهلها والستر يسكنها، والكثير ممن وسع الله عليه بالمال يظن أن الفقير المتعفف غني بسبب تعففه..!

تصدقوا أفرحوهم أهدوهم (كسوة العيد) ، فهناك متاجر وجمعيات وأفراد متطوعون ، سهلوا طريقة ووسيلة الإيصال لهم.

لا يشترط في إفراح الآخرين أن يكون فقير أو مسكين أو مطلق او أرمل أو يتيم وأن يكون مرقع الثياب جالس في الطرقات يسأل النّاس بإلحاح.

بل هناك فئة حسنة الثياب والحال والمقال لكن “يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ من التّعَفّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسأَلُون النّاسَ إِلحَافًا”، هنا مشروعيةُ تتبع حالِ الفقيرِ ممّن لا يُظهرُ فقرَه، ومدحُ المتعففين الذين لا يتعرّضون لسؤالِ الناسِ، وفضلُ الإحسانِ إليهم، وهم أولى النّاس بأن نفرحهم لما لديهم من جميل الصفات.

تفقدوا الأسر العفيفة، تفقدوا الأقرباء والجيران والأصدقاء لعل فيهم من يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف والله إن في دهاليز حياة بعضهم، آلام لا يسمع أنينها إلا الله تعالى

إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ                    حتى تَراهُ غنيا وهو مَجْهودُ

أنفقوا ينفق الله عليكم ، أفرحوهم في العيد ، ففرحة العيد بهم لا بلبسنا ومأكلنا بدون مشاركتهم.

تصدقوا وادفعوا زكاة أموالكم ولا تخشوا الفقر أبداً.

الخلاصة : هناك بيوت متعففه أُغلقت ابوابها والستر يسكنها ، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..! ينتظرون العيدية منكم بأسلوب يفرحهم ولا يكسر لهم خاطراً.